شريان بديل لقناة السويس ويساعد على زيادة التجارة بين روسيا والخليج

وقعت موسكو وطهران اليوم اتفاقية لتشييد سكة حديد بطول 162 كيلومترا بين ميناء آستارا ومدينة رشت في إيران، وتعد الخطوة استكمالا لمشروع النقل الاستراتيجي "شمال – جنوب".

وأشاد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي بالخطوة، وقال الروسي الروسي إن مد سكة الحديد في هذا المقطع سيساهم في تأمين نقل مباشر بواسطة السكك الحديدية على طول مسار النقل "شمال – جنوب".

فما هو شريان النقل "شمال – جنوب"؟ وما هي أهميته؟

وممر الشحن "شمال – جنوب" هو مسار متعدد الوسائط من سان بطرسبرغ إلى ميناء مومباي في الهند بطول يبلغ 7.2 ألف كيلومتر ويمر عبر إيران.

ويعتبر الممر مسارا بديلا لطريق الملاحة البحري، الذي يربط بين أوروبا ودول الخليج والمحيط الهندي عبر قناة السويس، ويتضمن "شمال – جنوب" 3 مسارات شحن دولية: عبر بحر قزوين (باستخدام السكك الحديدية والموانئ) ومساران بريان غربي وشرقي.

ومد سكة الحديد بين آستارا ورشت سيؤمن تشغيل الشحن بواسطة القطارات على طول الممر بأكمله.

وكانت روسيا وإيران والهند قد وقعت في العام 2000 الوثيقة الأولى لإنشاء ممر الشحن، وفي السنوات اللاحقة انضمت 14 دولة أخرى إلى المشروع، منها تركيا وكازاخستان وقرغيزستان إلى المشروع.

وعن أهمية المشروع، ضرب الرئيس الروسي مثالا حول أن فترة شحن بضائع من سان بطرسبورغ الروسية إلى مومباي الهندية تبلغ الآن 30 - 45 يوميا وبعد افتتاح المقطع الجديد ستصل البضائع في غضون عشرة أيام فقط، وشدد بوتين على أنه سيتم تحقيق "توفير كبير من حيث الوقت والتكاليف".

خبير: حدث اقتصادي وجيوسياسي ضخم

ووصف الخبير الاقتصادي ألكسندر نازاروف، حدث توقيع إنشاء خط سكة الحديد بالاقتصادي والجيوسياسي الضخم، إذ سيساهم في زيادة التجارة بين دول الخليج وروسيا.

وقال: "شارك رئيسا روسيا وإيران في مراسم توقيع اتفاقية إنشاء خط سكة حديد "رشت - آستارا"، الذي سيكمل ممر النقل "شمال - جنوب"، هذا حدث اقتصادي وجيوسياسي ضخم".

وأضاف نازاروف: "هكذا، يتم بناء محور اقتصادي يمر من الهند عبر الخليج ثم عبر روسيا إلى بحر البلطيق. نشأت العديد من المدن القديمة في روسيا على وجه التحديد كنقاط تجارية على هذا الطريق التجاري القديم. يمكن لدول الجزيرة العربية زيادة التجارة بشكل كبير مع روسيا ودول آسيا الوسطى، كما يتم تقليل وقت السفر إلى شمال أوروبا".