التعليم العالي الروسي هدفا إستراتيجيا لروسيا

يجب أن يكون التعليم العالي العام هدفا إستراتيجيا لروسيا. ذلك أن العالم المعاصر يسير في اتجاه تشكيل مجتمع المعارف والمعلومات. وأعلنت الولايات المتحدة والصين أن التعليم العالي العام يعتبر من أولويات الدولة، ولهذا فإن علينا أيضا أن نرفع من مستوى تعليم جميع المواطنين

وتجدر الإشارة إلى أن عدد الملتحقين بالمعاهد والجامعات الروسية يفوق عدد المتخرجين من المدارس للعام الثالث على التوالي مما يدل على أن المواطنين في روسيا يقبلون على تلقي التعليم العالي. كما أن الظروف المعاصرة تتطلب تطبيق أساليب جديدة في تدريس الطلاب لأن معاهد وجامعات القرن الحادي والعشرين يجب أن لا تنفق الكثير من الأموال على المباني الضخمة لأن المهم هو توفير وسائل الاتصالات والمدرسين. ولا توجد هناك حاجة في الوقت الراهن لبناء المكتبات العملاقة نظرا لوجود الإنترنت والمكتبات الإلكترونية

ولا بد من القول إن مشكلة الإنسانية المعاصرة تتمثل في الكم الهائل من المعلومات. وأرى أن مهمة المؤسسات التعليمية العالية تتمثل في اختيار المعلومات التي يحتاج إليها الطلاب في عملهم المستقبلي. وخلافا لذلك سيستمر الوضع الذي يعاني فيه الخريجون من البطالة والذي لا يجد فيه 35 بالمائة منهم فرص المباشرة بالعمل حسب اختصاصهم

إن قطاع التعليم المعاصر في روسيا يعمل لنفسه، للأسف الشديد، دون أن يراعي طبيعة المجتمع الروسي، وضرورة إصلاحه. ويمكن أن نحدد عمليتين كبيرتين جاريتين في المجتمع المعاصر، وهما التطبيق السريع للتكنولوجيات العالية، وعولمة أسواق السلع والتكنولوجيا والتعليم. وإذا كنا نفتخر بخصائص المجتمع الروس، فلماذا نخشى المنافسة مع نظام التعليم الغربي؟ علينا أن نخوض التنافس مع نظام التعليم الغربي كما تفعل الأكاديمية الإنسانية المعاصرة ذلك بنجاح على الرغم من أنها لا تتلقى أي دعم من الدولة أو القطاع الخاص

ومما لا شك فيه أن المؤسسات التعليمية الروسية العالية قادرة على المنافسة في السوق العالمية للتعليم العالي، وخاصة في الهند والصين، وبلدان آسيا وأفريقيا. ومن الطبيعي أن تستحوذ الولايات المتحدة على الصفوة لنفسها، ولكن يوجد الكثير من الطلاب في الخارج الذين لا يستطيعون دفع مبلغ 10 آلاف دولار سنويا إلا أنهم يستطيعون دفع 500 دولار في العام الواحد. وعلينا أن نجذب هؤلاء الطلاب

وتعتبر الأكاديمية الإنسانية المعاصرة مؤسسة تعليمية عالية تستخدم تكنولوجيا الأقمار الصناعية في عملها. وتغطي الأكاديمية جميع مناطق روسيا، وبلدان رابطة الدول المستقلة، وجزءا من أوروبا ومنطقة حوض البحر المتوسط من خلال استئجارها لموارد قمرين صناعيين. ويتلقى العلوم من خلال هذه الأكاديمية 168 ألف طالب في 20 اختصاصا علميا مما يجعلها من أكبر الجامعات في روسيا وأوروبا. ويقيم الدارسون في هذه الأكاديمية في مختلف أنحاء روسيا، ويستطيعون الاستماع إلى المحاضرات التي يلقيها حوالي 1000 من أفضل الأساتذة في البلاد، ومن بينهم 500 من حملة شهادات دكتوراه الدولة