روسيا: إصلاح نظام المدارس أصبح شائعا من جديد

يصبح واضحا عشية بدء العام الدراسي الجديد في الأول من سبتمبر عندما يجري شراء آخر المواد القرطاسية والمدرسية أن إصلاح نظام المدارس في روسيا أصبح شائعا من جديد. وهدفه الرئيسي الآن تنمية الروح التعاونية بين التلاميذ والشعور بالفخر بمدرستهم وبرمزها

ويكون الزي المدرسي مختلفا على اختلاف المدارس سواء كانت حكومية أو أهلية خاصة. ويصبح بذلك علامة مميزة وجزءا من رموز المدرسة التي تميز تلاميذ إحدى المدارس المرموقة عن تلاميذ مدرسة أخرى. وهذه الممارسة ناجحة للغاية طوال سنوات عديدة في بريطانيا والولايات المتحدة. وينتظرون منها في روسيا شيئا آخر وهو "إخفاء" عدم المساواة الاجتماعية بين التلاميذ وتخفيف تباين الإمكانيات المالية للأسر الروسية

إن الزي الخاص يحل مشاكل عديدة بالنسبة لأولياء أمور التلاميذ. إذ لا داعي للتفكير كل يوم في الزي الذي يجب أن يرتديه التلميذ وهو ذاهب الى المدرسة. فليس بإمكان كل أسرة أن تنفق أموالا كثيرة على الملابس الجميلة التي تتماشى والموضة. ولا غرابة في أن معلومات خبراء الاجتماع تفيد بأن 70 بالمائة من أولياء الأمور يؤيدون إدخال الزي المدرسي الموحد. ولا يعارضه بشدة إلا 7 بالمائة. وأعادت بعض المدارس الزي الموحد بقرار من لجان أولياء الأمور. كما أن المعلمين يؤكدون أن الزي الخاص يعود التلاميذ على الانضباط ويدفع الى الدراسة بجد. أما مدارس المناطق فحتى توافق على دفع ثمن زي الأطفال في الأسر الفقيرة

لقد تحررت المدارس في أوائل التسعينات من الزي الموحد واعتبرته تذكيرا بالنظام الذي حاول مساواة وتنظيم الجميع وكل شيء. وأصبح الزي
في عام 1992 خارج القانون ، إذ اتخذ قانون "التعليم" حينذاك. وارتدى التلاميذ ملابس كل على هواه بما في ذلك جاكتات جلدية بمسامير برشام كتلك التي يرتدهيها الشباب على دراجاتهم النارية أو بنطلونات جينز ممزقة و ... عقدا من الماس على الرقبة. بينما كان البعض يرتدي ملابس أخوته وأخواته الكبار ويشتري الملابس في محلات السلع المستعملة

إن حرية ارتداء الملابس وسعت عمليا الهوة بين الأغنياء والفقراء. وانقسم التلاميذ الى طبقات: أخذ أطفال الأسر الميسورة الذين يرتدون أفخر الملابس يتجنبون زملاءهم في الصف الذين يرتدون ملابس أكثر تواضعا. وتغندر أنجال الروس الجدد بملابسهم الفاخرة من محلات دور الأزياء المشهورة. وكان يجري عرض للتباهي بالأزياء

لقد كان ذلك وقتا لإنكار العديد من التقاليد بشكل فظ. ولسبب ما نسوا في التسعينات أن الزي المدرسي الموحد كان موجودا في القرن التاسع عشر وعلى سبيل المثال في المدارس الثانوية الخاصة وبنسيونات الفتيات النبيلات. وألغت السلطة السوفيتية في البداية هذا الشيء معتبرة إياه من مخلفات الماضي. وبعد ذلك أخذ التلاميذ يرتدون من جديد الزي الموحد: سترا رمادية للأولاد وثيابا بنية بمآزر سوداء وأشرطة بنية على الشعر للبنات. وفي الأعياد كانت البنات يلبسن ثيابا بمآزر بيضاء فاخرة ويربطن ضفائرهن بأشرطة بيضاء. بينما كان الأولاد يرتدون قبعة أيضا. وكانوا ينظفون الأبازيم على الأحزمة بشكل جيد بحيث تلمع على الشمس. وكانوا يحملون الحقائب اليدوية أو حقائب الظهر

ولم يثر هذا الزي احتجاجا كبيرا لدى التلاميذ السوفييت بالرغم من أن ألوانه الرمادي والبني والأسود التي كانت حالكة قليلا ولكن علماء النفس يرون أنها تثير الكآبة وانقباض النفس. وكان زي الأولاد يشبه الزي العسكري بينما كانت البنات في الأعياد يشبهن الممرضات

وظل هذا الزي في المدارس الابتدائية حتى عام 1990 . وظهر في المدارس الثانوية فيما بعد زي أزرق غامق للأولاد ثم أخذ الأحداث يرتدون زيا أزرق وكانت حتى البنات يرتدن سترة وصدرية. ويرى نفس علماء النفس أن اللون الأزرق وكذلك الأخضر والسماوي والبيجي أكثر ملائمة لحالة التلاميذ النفسية. وحلت الحقائب محل حقائب الظهر

وما أكثر أنواع ألوان الزي المدرسي الآن: الأحمر الداكن والبنفسجي والفضي. وشائع الآن الزي المربع والقمصان البيضاء والياقات. ويغالي الأولاد في الموضة ويلبسون ربطة العنق. ولدى مختلف المدارس مختلف الشعارات. ولكن الجينز والفانلات التي عليها صور المغنين المفضلين والأمساخ والسياسيين العالميين لا تحظى بشعبية الآن. وربما ستتطور الأحداث في روسيا على الطريقة اليابانية إذ يحدد زي المدارس موضة الأحداث